حملة لإرتداء الحجاب بالجامعة Une campagne pour le voile à l’université



© Le contenu de ce site est protégé par les droits d’auteurs. Merci de citer la source et l'auteure en cas de partage.

Une campagne pour le voile à l’université

Le port du voile est-il réellement une obligation pour les musulmanes?

‏ ‏

حملة لتحريض الطالبات على ارتداء الحجاب يقوم بها الطلبة في حضن الجامعة الجزائرية المكان الذي من المفروض أن تكون فيه حملات للعلم والبحث العلمي. من المفروض أن يتساءل الطلبة في الجزائر عن الاسباب التي جعلت الجامعة الجزائرية في المراتب السفلى في سلم الترتيب العالمي للجامعات يدل الإتمام بلباس الطالبات. هذه الحملة ‏بالإضافة إلى التغطية الإعلامية التي تحظى بها، تكشف عن الضغط النفسي والاجتماعي الذي تعاني منه الطالبة في الجامعة الجزائرية والمرأة في المجتمع الجزائري بشمل عام من أجل فرض الحجاب عليها مع كل ما يترتب على ذلك من انعكاسات على حياتها وصحتها النفسية ومكانتها الاجتماعية.

ثم ما دام الامر يتعلق بالطالبات، كان من المفروض ألا تكتفي الطالبات بتكرار ما قيل لهن بالنسبة للحجاب بل كان يجب أن يطلعن بأنفسهن على النصوص وعلى التاريخ والواقع من أجل المعرفة الموضوعية العلمية لظاهرة الحجاب بعيدة عن كل الانحيازيات السياسية والاعتبارات المنفعية والشخصية.

حقوق المؤلف محفوظة. في حالة آي استعمال أو إعادة نشر يستوجب ذكر المؤلف و الموقع

لو فعلن ذلك لأدركن أنه لا توجد هناك آية واحدة في القرآن تفرض على المرأة تغطية شعرها. فالآيات الثلاث التي تتحدث عن طريقة معينة للباس المرأة لا تذكر شعرها ولا رأسها.  أما الآية 31 من سورة24 النور التي تتكرر عند كل المدافعين عن الحجاب فهي تقول بوجوب ضرب الخمار على الجيوب وهو جمع جيب. والجيب ليس الرأس ولا الشعر.  المفسرون أغلبهم يقولون أنه الصدر و هناك من قال أنها فتحة الثياب.  لا الصدر ولا فتحة الثياب تعني الرأس. وعلى هذا الأساس يكون الخمار في هذه الحالة شال un châle ou une écharpe. وليس ما يغطي الشعر. أما الذين يقولون أنه غطاء الرأس يفهم يعتمدون في ذلك على كتب. التفاسير. والمشكل أنهم لا يميزون بين النص القرآني والتفسير.

كذلك لا تذكر الآية 59 من سورة الأحزاب” يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا” لا الشعر ولا الرأس.  كلمة جلابيب المذكورة هنا هي جمع جلباب وهو ما يغطي الجسم.  ومنه كلمة جلبة التي كانت تستعمل للإشارة للباس المرأة والرجل على حد سواء. 

أما الآية 53 من سورة الأحزاب : ” يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ « تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا، ” التي تستشهد بها إحدى الطالبات في الروبرتاج كدليل على أن الحجاب مؤمور به في القرآن ، فإن الآية  تتحدث عن الستار   rideau  و ليس الثياب. وبالتالي فإن الحجاب الوارد في هذه الآية لا علاقة له بالثياب ما دام يتعلق الأمر بالحديث وراء حجاب والإنسان لا يتحدث وراء ثيابه.

وعلى هذا الأساس، ما دامت تغطية الشعر، التي هي الجزء الأساسي من الحجاب التي بدونها لا تعتبر المرأة متحجبة، لم تذكر في القرآن تماما، نستنتج منطقيا أن الحجاب ليس مذكور في القرآن. كل المسلمين اللذين يقولون بتغطية الرأس يعتمرون في ذلك على المفسرين. 

للتذكير فإن هذه الآية (الآية 53 من سورة الأحزاب) تخص زواجات الرسول حين أراد الفصل بينهن وبين أصحابه الذين كانوا يطيلون البقاء في بيته والحديث معهن حسب المفسرين الذين يضيفون أن عمر ابن الخطاب هو الذي طلب منه ذلك. وبالتالي فالآية لا تخص كل النساء. وإن كان رجال الدين مثل القرطبي جعلوها تخص كل النساء. 

 لكن رجال الدين ليسوا إلا بشر وليسوا آلهة ثم هم رجال أي لديهم فكر مبني على السلطة الذكورية la domination masculine التي يعملون على ترسيخها في المجتمع و في عقول النساء و الرجال. مما يبعدهم عن الموضوعية العلمية الشرط الأساسي في كل بحث عن الحقيقة.  ملاحظة: رجال الدين عملوا على تعميم جزء من الآية على كل النساء وليس الجزء الآخر المتعلق بعدم السماح بزوجات الرسول بالزواج بعده. 

المسلمين لا يطبقون كل ما ورد في القرآن من توصيات

الآن لنفرض أن الحجاب وارد في القرآن فعلا، كان يجب أن تدرك هذه الطالبات أنه لا يكفي أن يذكر حكما ما في القرآن حتى يصبح إلزاميا والامتثال له ضروري. والدليل على ذلك أن المسلمين لا يطبقون كل ما ورد في القرآن من توصيات. فهم لا يشربون الخمر رغم أن هناك آيات تسمح بشرب الخمر لكن المسلمون اعتبروا أنها منسوخة بالآيات التي تمنع شربه رغم غياب الدليل على الترتيب الزمني للآيات. 

لا يعترف المسلمون في نصوصهم القانونية بالعبودية، وذلك منذ القرن التاسع عشر، رغم أن هناك 25 آية تحلل العبودية وتنظمها. كذلك لا يعترف الأغلبية منهم بحكم قطع يد السارق وهو وارد في القرآن. وفعلا فهي عقوبة تتعارض مع فكرة الله التواب الرحيم: كيف يمكن أن يتوب الله على الإنسان، والتوبة معناها أن يكون وكأنه لم يرتكب أية جريمة، إذا كانت يده مقطوعة؟  كذلك لا يأكل المسلمون لحم الخنزير ولو ماتوا جوعا رغم أن القرآن يسمح بذلك في حالة الضرورة: «إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ ۖ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ «إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ

لا يطبق المسلمون الآية 70 من سورة الإسراء التي تقول” ولقد كرمنا بنى آدم”. وبني آدم هم البشر من الرجال والنساء.  لو احترم المسلمون الإنسان لما اختزلوا المرأة والرجل إلى الجسد. لما رأوا في المرأة إلا الجسد ولما حبسوها في البيت. ولما اعتبروا الرجل كائن يخضع لسلطان جسده ونفوا كل قدراته العقلية والنفسية. كان يجب على الطالبات أن يتسألن كنساء لماذا يقبل المسلمون ألا تطبق الكثير من الآيات التي لا تتلاءم مع الظروف وتطور المجتمعات ويسرحون في نفس الوقت، لما يتعلق الأمر بالمرأة، أن أي تغيير أو إلغاء يكون مستحيلا.

ليس الحجاب شرط الانتماء إلى الإسلام

  ويجب التذكير أن اللباس أو طريقة اللباس ليست مبدأً مؤسسًا للإسلام، ولا مبدأً لممارسته. إن المبادئ المؤسسة للإسلام هي الإيمان بوجود الله الواحد وبنبوة محمد وبقداسة القرآن. أما مبادئ ممارسة الإسلام فهي الشهادتين، والصلاة، والزكاة، والحج والصوم. وعلى هذا أساس فإن انتماء المرأة للإسلام ليس مرتبط بلبس الحجاب مثلما يتوهم البغض.

الحجاب عنوان المكانة السفلى للمرأة

أما من الناحية التاريخية فإن فرض تغطية الرأس على المرأة يعود إلى قرون عديدة قبل مجيء الإسلام. فالقديس سان بول Saint Paul الذي عاش في القرن الأول الميلادي أراد أن تكون تغطية رأس المرأة عنوانا لمكانتها السفلى. هكذا كتب في رسالته الأولىaux Corinthiens التي يقول فيها: (الباب 11/ 7ـ) لا ينبغي للرجل أن يغطي رأسه لأنه صورة مجد الله والمرأة هي مجد الرجل. ( الباب 11 /8 ) لان الرجل لم يستخرج من المرأة بل المرأة هي التي استخرجت من الرجل.(الباب 9/11) والرجل لم يخلق للمرأة بل المرأة هي التي خلقت من أجل الرجل. ( الباب 11/10)ـ لذلك يجب على المرأة أن تضع على رأسها علامة خضوعها من أجل الملائكة ».

حقوق المؤلفة محفوظة. في حالة آي استعمال أو إعادة نشر يستوجب ذكر المؤلف و الموقع

لقد فرض الرجل الحجاب على المرأة في المجتمعات المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط قبل مجيء الإسلام بقرون كثيرة ولم يفرضه على نفسه وذلك تمييز une discrimination في حقها، وأي تمييز فهو ظلم. كيف يمكن للمرأة أن تقبل لنفسها بما يضعها في المرتبة السفلى؟

وأخيرا هل ستعود المرأة في المجتمعات الإسلامية إلى السجن المنزلي امتثالا للقوانين الشريعة ما دامت تعتبر العودة للحجاب ضروري امتثالا للقوانين الشريعة؟  لأن رجال الدين الذين قرروا أن المرأة يجب أن تبقى في البيت بعد أن عمموا حكم الآية 53 من سورة الأحزاب التي تقول «وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأولى» على كل النساء رغم أنه لا يخص إلا نساء الرسول   حبسوا بذلك المرأة في البيت قرونا طويلة؟ وهل يعود المسلمون إلى العبودية فيبيعون الرجال والنساء في الأسواق ما دامت العبودية معترف بها في القرآن والشريعة التي وضعها رجال الدين؟

رزيقة عدناني

Lire également

© Le contenu de ce site est protégé par les droits d’auteurs. Merci de citer la source et l'auteure en cas de partage.

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *